عمرك عملت حسنة وحسيت بحلاوتها ؟ أو كانت سبب في حسنة تانية ما كنتش بتفكر فيها ؟
أخي ... كما أن للذنوب آثار قبيحة في الدنيا قبل الاخرة فللحسنات ايضا آثار حسنة ترغب فيها وتدفع لفعلها ومن آثارها
** السكينة عند البلاء
طمأنينة البال وراحة النفس وانشراح الصدر وان احاطت المحن .. نعم فالمحن كفارات للذنوب ورافعات للدرجات وأمارة اصطفاء .. ولما ادخل الإمام بان تيمية سجن القلعة كان يتلو " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "
بل وتسأل ماذا يصنع أعدائي بي ؟! أنا جنتي وبستاني في صدري .. إن معي كتاب الله وسنة نبيه .. إن قتلوني فقتلي شهادة وان سجنوني فسجني خلوة مع ربي .. إن المحبوس من حبس عن ربه وإن الأسير من أسره هواه
وتكلم عن ذلك تلميذه بن قيم الجوزية فقال " وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه مع ما كان فيه كان أشرح الناس صدرا وأقواهم قلبا وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه .. وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه "
نعم .. انه اثر الطاعات وبركة الحسنات ولعل منها أيضا أن جنا مسلما تمثل في هيئته بدمشق بينما كان الإمام مسجونا بمصر وكان يدعو التتار الى الاسلام مثلما كان يفعل الامام وعلم بذلك أمير دمشق وارسل لملك مصر فاستعظم الجميع الأمر !!
** حب الناس
أخي .. يقول الله " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "
والعبد الذي يحبه ربه ينادي جبريل عليه السلام فيحبه ويحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض ... وقال النبي – صلى الله عليه وسلم –
" ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة " بل قال – صلى الله عليه وسلم – واثنان هل عرفت الآن السر في الحديث " ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر له " إنه القبول والثناء الحسن وما هو إلا ثمرة الحسنات والطاعات
قال أحمد بن حنبل عن زوجته أم صالح " أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة فما اختلفت أنا وهي في كلمة !! "
** حلاوة الطاعات والغنى الوفير
نعم ... فالمحسن يستشعر حلاوة الطاعة ولذة البذل وفرحة العطاء ولذا قال ابن تيمية " إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه فإن الرب شكور "
والتفرغ لعبادة الله تملأ الصدر غنا وتسد الفقر فكم من فقير عاش غنيا .. وليس الغنى كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس
فعليك بطاعة الله وعمل الحسنات لتقتنع وتغنى واحذر الطمع
فترك المطامع للفتى شرف له ____ حتى إذا طمع الفتى ذل الشرف
وجاء رجل إلى الفضيل بن عياض فقال له هذه جبّة أحب أن تقبلها مني قال له إن كنت غنيا قبلتها وإن كنت فقيرا لم أقبلها . قال أنا غني قال له : كم عندك ؟ قال : ألفان . قال : أتود أن تكون أربعة آلاف ؟ قال : نعم . قال : فأنت فقير لا أقبلها منك
** النجاة من العذاب
لما سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – أنهلك وفينا الصالحون ؟! قال : نعم إذا كثر الخبث .. فالحسنات تمنع نزول العذاب " ولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " وكلما زادت الحسنات رفعت المهلكات وكلما نضبت كان العذاب وشيكا
أيها المسيئون .. قدّموا الشكر للمحسنين فهو واجب في رقابكم .. فلولاهم لهلكتم وبسببهم حفظتم .. ولو ماتوا لشقيتم وأخذتم
** صلاح الذرية
كان عمر بن عبد العزيز يجزم ويقول " ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه .بل إن المفسرين قالوا في " وكان أبوهما صالحا " انه كان الجد السابع .. وبسبب صلاحه حفظ الله الكنز لهذين الغلامين
ومن ذلك أن سعيد بن المسيب كان يطيل في صلاته ويقول لولده لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن احفظ فيك
أنه الحفظ وتأمين المستقبل بايداع الطاعات في كفة الحسنات بإطالة الصلاة ودموع المناجاة وصدقة الخفاء وصلة الرحم وحسن الجوار وقراءة القرآن وغيرها من القربات
** بركة الأوقات
ومن نماذج بركة الوقات
الإمام فخر الدين الرازي توفي عن 63 سنة وله 200 كتاب ما بين رسالة في صفحات وكتاب في ثلاثين مجلدا " التفسير المشهور له "
الإمام النووي توفي عن 45 سنة وكان يقرأ كل يوم 12 درسا على مشايخه ويأكل في اليوم مرة ويشرب مرة واحدة وترك من المؤلفات ما قسم على أيام حياته فكان لكل يوم اربعة كراريس
الإمام بن تيمية توفي عن 67 سنة وبلغت تصانيفه 300 مجلدا وقال الإمام الذهبي 500 مجلدا وقال الحافظ ابن رجب إنها جاوزت حد الكثرة فلا يمكن لأحد حصرها
وقال تلميذه ابن القيم أنه كان يكتب في يوم ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر
الحافظ بن الدنيا ألّف 1000 تأليف ... وتاريخ ابن عساكر في 80 مجلدا ... وأبو محمد علي بن حزم 400 مجلدا تشتمل على 80 ألف ورقة .. وابن شاهين صنّف 330 مصنف منها التفسير في ألف جزء والمسند في الف وخمسمائة جزء
هل قرأت هذا فاعترتك حالة من الدهشة ؟! أتريد أن تصل لذلك أو نصفه أو عشره ؟! هل تشكو تسرب الأوقات وان الشهر كيوم واليوم كساعة ؟! إليك الحل
لا تعمل عملا دون أن تصاحبك فيه نية صالحة
لا تنم إلا بنية التقوّي على صلاة الفجر ولا تأكل إلا بنية الاستعانة على الطاعة والتزم بالفرائض وانظر إلى عملك في آخر يومك وحاسب نفسك على طاعاتك وعباداتك
** يجعل له مخرجا
كما جعل لأصحاب الغار الذي سدّت بابه صخرة فتوسلوا بالبر بالأبوين والأمانة والعفة ففرج الله عنهم وفتح لهم الغار بحسن حسناتهم
وكما جعل لعوف بن مالك الأشجعي لما أسر المشركون ابنا له فشكا للنبي فأوصاه – صلى الله عليه وسلم – أن يكثر هو وامرأته من " لا حول ولا قوة إلا بالله " فقالت له امرأته: نعم ما أمرك به رسول الله ونفذا الوصية فغفل العدو عن ابنهما ففر ومعه 400 شاة وفيه نزل قول الله " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
وكما جعل لسيد التابعين أبي مسلم الخولاني مخرجا حين قالت له امرأته يوما ليس لنا دقيق فسأل هل عندك شيء قالت درهم بعنا به غزلا قال: أعطني ايه وهاتي الجراب فدخل السوق .. فأتاه سائل وألحّ فأعطاه الدرهم وملأ الجراب نشارة مع تراب وأتى وقلبه مرعوب ورجع لامرأته ففتحت الجراب فإذا هو دقيق فعجنت وخبزت ولما جاء الليل وضعت الخبز فقال : من أين هذا ؟ قالت من الدقيق فأجهش في البكاء
** بركات من السماء والأرض
اسمع قول الله " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " و من أروع أزمنة العدل ما كان في عهد عمر بن عبد العزيز اذ زاد الخير وعم العطاء وكثر الرزق وكانت الوحوش والذئاب ترعى مع الغنم ففي ليلة عرض الذئب لشاه فقالوا ما نرى الرجل الصالح إلا هلك .. ووجدوه قد هلك رضي الله عنه في هذا اليوم
** نور في الوجه
إن وجوه المحسنين أضوأ من البدر وجباههم أنور من الشمس فالخلوة بالرحمن ليلا تكسو الوجه من نوره سبحانه وتعالى وصف الإمام الذهبي الإمام القدوة تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي فقال " كان عظيم الخلق تام القامة كأن النور يخرج من وجهه " والسر أنه كان يصلي الفجر ويلقن القرآن ثم يتوضأ ويصلي 300 ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبل الظهر وينام ثم يصلي الظهر ويسمع وينسخ حتى المغرب ثم يفطر – ان كان صائما – أو يصلى حتى العشاء وينام إلى نصف الليل ويقوم كأن انسانا أيقظه ويتوضأ ويصلي إلى قرب الفجر وربما يتوضأ 7 أو 8 مرات لتظل أعضاءه رطبة وهو يصلي وينام نومة يسيرة للفجر ويصليه وهكذا
ترى نوره كان صلاة الليل أم تلقين القرآن أم الصيام أم كثرة الوضوء أم كل هذا معا ؟!
أخي .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .... ولكنها ليست دعوة لترك الدنيا والعمل والسعي والاجتهاد في الدراسة أو البحث أو ما إلى ذلك ... إن أمر المؤمن وعمله كله له أجر عظيم بنيته الصالحة لكن إذا أردت أن تنافس فليكن في آخرة تبقى
** هل جزاء الاحسان إلا الاحسان
لدينا مثال .. إنه الإمام أحمد بن حنبل حين تقرأ قوله : ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى أنه احتجم وأعطى الحجام دينارا كما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ولما اختبأ ثلاث ليال لم يزد عليهن مع أنه لا يأمن على نفسه إلا أنه لم يرد أن يزيد عن اختفاء الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الغار هكذا الاتباع في الشدة والرخاء
انظر إلى بعض كراماته وحسن حسناته
قال الوركاني: أسلم يوم موت أحمد بن حنبل 10000 من اليهود والنصارى
قال ابن الجوزي: لما وقع الغرق ببغداد سنة 554 هـ وغرقت كتبي سلم لي مجلد فيه ورقتان من خط الإمام أحمد
قال علي بن الحسن الزينبي قاضي القضاة: إن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتابا فيه شيء بخط أحمد
قال شمس الدين الذهبي : استفاض وثبت أن الغرق سنة 720 ببغداد عام على مقابر مقبرة الإمام أحمد وأن الماء دخل الدهليز علو ذراع ووقف بقدرة الله وبقيت الحصر حول مقابر الإمام بغبارها وكان ذلك آية !!
** توالد الحسنات
نعم .. فمن أحسن في نهاره كوفىء في ليله ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره
ومن حسن الحسنة أن تجلب أختها .. فالطاعة توفق للطاعة ..
فإذا أردت قيام الليل فغض بصرك بالنهار وإذا رغبت في صلاة الفجر فقدم صدقة السر وإذا أردت الخشوع فقدم التبكير للصلاة وهكذا ما من حسنة إلا وهي تدعو أختها
** حسن الخاتمة
الدنيا امتحان يتباين فيه الناس حتى تسلم الأوراق وتقبض الأرواح فتظهر النتيجة
قال أبو جعفر التستري حضرنا أبا زرعة الرازي وكان في سياق الموت وذكر من حوله من العلماء حديث التلقين وهابوا أن يلقنوه فقالوا نذكر الحديث فقال أحدهم أنبأنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولم يكمل
فقال أبو زرعة وهو في النزع الأخير : حدثنا أبو عاصم قال: حدث عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي غريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ أنه قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله .." ولما قال لا إله إلا الله خرجت روحه قبل أن يقول "دخل الجنة "
اعلم أخي ...
ما نقص مال من صدقة وما ازداد عبد بعفو إلا عزا
و من جعل الآخرة همه أتته الدنيا وهي راغمة ومن تواضع لله رفعه
و من كظم غيظا ناداه الله على رؤوس الخلائق ليخيّره بين الحور العين أيها يشاء
و احرص على صلاة الجماعة في المسجد والنافلة في البيت
و ليكن لك ورد ثابت من القرآن لا يقل عن جزء وان لم يكن لك ورد فابدأ ولو بصفحة وزد
و أدّ زكاة مالك وصل رحمك لأنه لا يدخل الجنة قاطع
و اذكر الله في جميع أحوالك خاصة في الصباح والمساء وعقب الصلوات
و لا تبخل بالنصيحة على من تعرف فالدال على الخير كفاعله
و عليك بالصوم فإنه لا مثل له وأكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة
ولا تتكلم بلسانك ما تحرق به جسدك يوم القيامة واحذر الغيبة ولا تكذب ولا تلعن ولا تشتم فليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء
ولا تسمع إلا حلالا طيبا ولا تدخل بطنك إلا حلالا طيبا فالنار أولى بالحرام
ولا تطلق بصرك إلى ما لا يحل فالنظر بريد الزنا
ولا تشهد مجالس المنكرات واجتنب بيئة المعاصي ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيها
وفي النهاية .. استعن بالله وبرفقة صالحة ... ولا تعجز
إلى المرسى
وصلنا لنهاية نسماتنا .. وكما رسوت على آخر الصفحة فالأمل أن ترسو في الآخرة على شواطىء الجنات وهناك
راحة بعد تعب وهناء بعد شقاء وأمن بعد خوف وطمأنينة بعد قلق
سكن لذيذ ومستقر مريح بعد طول سفر
لقاء الأحبة بعد الفراق وطول العناق مع الاشتياق
فرح بالوصول وابتهاج بإدراك الغاية وتلذذ بنيل المنى
ترى ماذا غرست فيك ؟ هل أثارت فيك الشوق للعمل أم لازلت كسلانا ؟ هل شقت سفينة نفسك بحر خمولك أم إنك لم ترفع شراعها من الأساس ؟
لا تكسر قلبي بغفلتك واعراضك بل أطرب أذني بترانيم ذكرك وأبكني فرحا بدموع توبتك
في النهاية ... أريد أن أبشرك بأن قراءة سير الصالحين تعدي أو تحرك الغيرة أو على الأقل تعلق القلب بأوصافهم تمهيدا لأن تحشر معهم
أخيرا .. أردت أن أقول لك
دوام الحال من المحال .. فإذا هدأت ريح الإيمان يوما ففترت همتك ووهن عزمك .. فلا تبتئس فهي سنة الحياة .. وستنبعث بإذن الله من جديد لتوصلك إلى الجنة المتلهفة على لقياك ... والملائكة الحافين حول قصرك يهنئونك ... فيا بشراك لتسمع أحلى صوت وأعذب كلمات
" سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "
بإذن الله قريبا .. الموضوع كاملا مثبت في قطوف دانية بتنسيق واحد وتعديلات بسيطة للأفضل وترقيم اكثر مع بعض الألوان في الخطوط .. المهم حيبقى كامل وتنسيق احسن ان شاء الله حتى يمكن حفظه في صفحة واحدة على المنتدى وعلى جهازك في البيت – تسيفه يعني – وينفع تدّيه لحد من صحابك أو تبعت له لينك الموضوع
انتظروا ... موضوع جديد ... ومعاني روحية سامية ... وتغيير لمعنى عبادة يومية حتحس بفرق كبييير لما تعملها بعد المعاني اللي ان شاء الله نضيفها في موضوعنا الجديد (.............؟؟؟!!!)
أخيرا .... الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أخي ... كما أن للذنوب آثار قبيحة في الدنيا قبل الاخرة فللحسنات ايضا آثار حسنة ترغب فيها وتدفع لفعلها ومن آثارها
** السكينة عند البلاء
طمأنينة البال وراحة النفس وانشراح الصدر وان احاطت المحن .. نعم فالمحن كفارات للذنوب ورافعات للدرجات وأمارة اصطفاء .. ولما ادخل الإمام بان تيمية سجن القلعة كان يتلو " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "
بل وتسأل ماذا يصنع أعدائي بي ؟! أنا جنتي وبستاني في صدري .. إن معي كتاب الله وسنة نبيه .. إن قتلوني فقتلي شهادة وان سجنوني فسجني خلوة مع ربي .. إن المحبوس من حبس عن ربه وإن الأسير من أسره هواه
وتكلم عن ذلك تلميذه بن قيم الجوزية فقال " وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه مع ما كان فيه كان أشرح الناس صدرا وأقواهم قلبا وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه .. وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه "
نعم .. انه اثر الطاعات وبركة الحسنات ولعل منها أيضا أن جنا مسلما تمثل في هيئته بدمشق بينما كان الإمام مسجونا بمصر وكان يدعو التتار الى الاسلام مثلما كان يفعل الامام وعلم بذلك أمير دمشق وارسل لملك مصر فاستعظم الجميع الأمر !!
** حب الناس
أخي .. يقول الله " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "
والعبد الذي يحبه ربه ينادي جبريل عليه السلام فيحبه ويحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض ... وقال النبي – صلى الله عليه وسلم –
" ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة " بل قال – صلى الله عليه وسلم – واثنان هل عرفت الآن السر في الحديث " ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر له " إنه القبول والثناء الحسن وما هو إلا ثمرة الحسنات والطاعات
قال أحمد بن حنبل عن زوجته أم صالح " أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة فما اختلفت أنا وهي في كلمة !! "
** حلاوة الطاعات والغنى الوفير
نعم ... فالمحسن يستشعر حلاوة الطاعة ولذة البذل وفرحة العطاء ولذا قال ابن تيمية " إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه فإن الرب شكور "
والتفرغ لعبادة الله تملأ الصدر غنا وتسد الفقر فكم من فقير عاش غنيا .. وليس الغنى كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس
فعليك بطاعة الله وعمل الحسنات لتقتنع وتغنى واحذر الطمع
فترك المطامع للفتى شرف له ____ حتى إذا طمع الفتى ذل الشرف
وجاء رجل إلى الفضيل بن عياض فقال له هذه جبّة أحب أن تقبلها مني قال له إن كنت غنيا قبلتها وإن كنت فقيرا لم أقبلها . قال أنا غني قال له : كم عندك ؟ قال : ألفان . قال : أتود أن تكون أربعة آلاف ؟ قال : نعم . قال : فأنت فقير لا أقبلها منك
** النجاة من العذاب
لما سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – أنهلك وفينا الصالحون ؟! قال : نعم إذا كثر الخبث .. فالحسنات تمنع نزول العذاب " ولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " وكلما زادت الحسنات رفعت المهلكات وكلما نضبت كان العذاب وشيكا
أيها المسيئون .. قدّموا الشكر للمحسنين فهو واجب في رقابكم .. فلولاهم لهلكتم وبسببهم حفظتم .. ولو ماتوا لشقيتم وأخذتم
** صلاح الذرية
كان عمر بن عبد العزيز يجزم ويقول " ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه .بل إن المفسرين قالوا في " وكان أبوهما صالحا " انه كان الجد السابع .. وبسبب صلاحه حفظ الله الكنز لهذين الغلامين
ومن ذلك أن سعيد بن المسيب كان يطيل في صلاته ويقول لولده لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن احفظ فيك
أنه الحفظ وتأمين المستقبل بايداع الطاعات في كفة الحسنات بإطالة الصلاة ودموع المناجاة وصدقة الخفاء وصلة الرحم وحسن الجوار وقراءة القرآن وغيرها من القربات
** بركة الأوقات
ومن نماذج بركة الوقات
الإمام فخر الدين الرازي توفي عن 63 سنة وله 200 كتاب ما بين رسالة في صفحات وكتاب في ثلاثين مجلدا " التفسير المشهور له "
الإمام النووي توفي عن 45 سنة وكان يقرأ كل يوم 12 درسا على مشايخه ويأكل في اليوم مرة ويشرب مرة واحدة وترك من المؤلفات ما قسم على أيام حياته فكان لكل يوم اربعة كراريس
الإمام بن تيمية توفي عن 67 سنة وبلغت تصانيفه 300 مجلدا وقال الإمام الذهبي 500 مجلدا وقال الحافظ ابن رجب إنها جاوزت حد الكثرة فلا يمكن لأحد حصرها
وقال تلميذه ابن القيم أنه كان يكتب في يوم ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر
الحافظ بن الدنيا ألّف 1000 تأليف ... وتاريخ ابن عساكر في 80 مجلدا ... وأبو محمد علي بن حزم 400 مجلدا تشتمل على 80 ألف ورقة .. وابن شاهين صنّف 330 مصنف منها التفسير في ألف جزء والمسند في الف وخمسمائة جزء
هل قرأت هذا فاعترتك حالة من الدهشة ؟! أتريد أن تصل لذلك أو نصفه أو عشره ؟! هل تشكو تسرب الأوقات وان الشهر كيوم واليوم كساعة ؟! إليك الحل
لا تعمل عملا دون أن تصاحبك فيه نية صالحة
لا تنم إلا بنية التقوّي على صلاة الفجر ولا تأكل إلا بنية الاستعانة على الطاعة والتزم بالفرائض وانظر إلى عملك في آخر يومك وحاسب نفسك على طاعاتك وعباداتك
** يجعل له مخرجا
كما جعل لأصحاب الغار الذي سدّت بابه صخرة فتوسلوا بالبر بالأبوين والأمانة والعفة ففرج الله عنهم وفتح لهم الغار بحسن حسناتهم
وكما جعل لعوف بن مالك الأشجعي لما أسر المشركون ابنا له فشكا للنبي فأوصاه – صلى الله عليه وسلم – أن يكثر هو وامرأته من " لا حول ولا قوة إلا بالله " فقالت له امرأته: نعم ما أمرك به رسول الله ونفذا الوصية فغفل العدو عن ابنهما ففر ومعه 400 شاة وفيه نزل قول الله " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب "
وكما جعل لسيد التابعين أبي مسلم الخولاني مخرجا حين قالت له امرأته يوما ليس لنا دقيق فسأل هل عندك شيء قالت درهم بعنا به غزلا قال: أعطني ايه وهاتي الجراب فدخل السوق .. فأتاه سائل وألحّ فأعطاه الدرهم وملأ الجراب نشارة مع تراب وأتى وقلبه مرعوب ورجع لامرأته ففتحت الجراب فإذا هو دقيق فعجنت وخبزت ولما جاء الليل وضعت الخبز فقال : من أين هذا ؟ قالت من الدقيق فأجهش في البكاء
** بركات من السماء والأرض
اسمع قول الله " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " و من أروع أزمنة العدل ما كان في عهد عمر بن عبد العزيز اذ زاد الخير وعم العطاء وكثر الرزق وكانت الوحوش والذئاب ترعى مع الغنم ففي ليلة عرض الذئب لشاه فقالوا ما نرى الرجل الصالح إلا هلك .. ووجدوه قد هلك رضي الله عنه في هذا اليوم
** نور في الوجه
إن وجوه المحسنين أضوأ من البدر وجباههم أنور من الشمس فالخلوة بالرحمن ليلا تكسو الوجه من نوره سبحانه وتعالى وصف الإمام الذهبي الإمام القدوة تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي فقال " كان عظيم الخلق تام القامة كأن النور يخرج من وجهه " والسر أنه كان يصلي الفجر ويلقن القرآن ثم يتوضأ ويصلي 300 ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبل الظهر وينام ثم يصلي الظهر ويسمع وينسخ حتى المغرب ثم يفطر – ان كان صائما – أو يصلى حتى العشاء وينام إلى نصف الليل ويقوم كأن انسانا أيقظه ويتوضأ ويصلي إلى قرب الفجر وربما يتوضأ 7 أو 8 مرات لتظل أعضاءه رطبة وهو يصلي وينام نومة يسيرة للفجر ويصليه وهكذا
ترى نوره كان صلاة الليل أم تلقين القرآن أم الصيام أم كثرة الوضوء أم كل هذا معا ؟!
أخي .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .... ولكنها ليست دعوة لترك الدنيا والعمل والسعي والاجتهاد في الدراسة أو البحث أو ما إلى ذلك ... إن أمر المؤمن وعمله كله له أجر عظيم بنيته الصالحة لكن إذا أردت أن تنافس فليكن في آخرة تبقى
** هل جزاء الاحسان إلا الاحسان
لدينا مثال .. إنه الإمام أحمد بن حنبل حين تقرأ قوله : ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى أنه احتجم وأعطى الحجام دينارا كما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ولما اختبأ ثلاث ليال لم يزد عليهن مع أنه لا يأمن على نفسه إلا أنه لم يرد أن يزيد عن اختفاء الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الغار هكذا الاتباع في الشدة والرخاء
انظر إلى بعض كراماته وحسن حسناته
قال الوركاني: أسلم يوم موت أحمد بن حنبل 10000 من اليهود والنصارى
قال ابن الجوزي: لما وقع الغرق ببغداد سنة 554 هـ وغرقت كتبي سلم لي مجلد فيه ورقتان من خط الإمام أحمد
قال علي بن الحسن الزينبي قاضي القضاة: إن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتابا فيه شيء بخط أحمد
قال شمس الدين الذهبي : استفاض وثبت أن الغرق سنة 720 ببغداد عام على مقابر مقبرة الإمام أحمد وأن الماء دخل الدهليز علو ذراع ووقف بقدرة الله وبقيت الحصر حول مقابر الإمام بغبارها وكان ذلك آية !!
** توالد الحسنات
نعم .. فمن أحسن في نهاره كوفىء في ليله ومن أحسن في ليله كوفىء في نهاره
ومن حسن الحسنة أن تجلب أختها .. فالطاعة توفق للطاعة ..
فإذا أردت قيام الليل فغض بصرك بالنهار وإذا رغبت في صلاة الفجر فقدم صدقة السر وإذا أردت الخشوع فقدم التبكير للصلاة وهكذا ما من حسنة إلا وهي تدعو أختها
** حسن الخاتمة
الدنيا امتحان يتباين فيه الناس حتى تسلم الأوراق وتقبض الأرواح فتظهر النتيجة
قال أبو جعفر التستري حضرنا أبا زرعة الرازي وكان في سياق الموت وذكر من حوله من العلماء حديث التلقين وهابوا أن يلقنوه فقالوا نذكر الحديث فقال أحدهم أنبأنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولم يكمل
فقال أبو زرعة وهو في النزع الأخير : حدثنا أبو عاصم قال: حدث عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي غريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ أنه قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله .." ولما قال لا إله إلا الله خرجت روحه قبل أن يقول "دخل الجنة "
اعلم أخي ...
ما نقص مال من صدقة وما ازداد عبد بعفو إلا عزا
و من جعل الآخرة همه أتته الدنيا وهي راغمة ومن تواضع لله رفعه
و من كظم غيظا ناداه الله على رؤوس الخلائق ليخيّره بين الحور العين أيها يشاء
و احرص على صلاة الجماعة في المسجد والنافلة في البيت
و ليكن لك ورد ثابت من القرآن لا يقل عن جزء وان لم يكن لك ورد فابدأ ولو بصفحة وزد
و أدّ زكاة مالك وصل رحمك لأنه لا يدخل الجنة قاطع
و اذكر الله في جميع أحوالك خاصة في الصباح والمساء وعقب الصلوات
و لا تبخل بالنصيحة على من تعرف فالدال على الخير كفاعله
و عليك بالصوم فإنه لا مثل له وأكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة
ولا تتكلم بلسانك ما تحرق به جسدك يوم القيامة واحذر الغيبة ولا تكذب ولا تلعن ولا تشتم فليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء
ولا تسمع إلا حلالا طيبا ولا تدخل بطنك إلا حلالا طيبا فالنار أولى بالحرام
ولا تطلق بصرك إلى ما لا يحل فالنظر بريد الزنا
ولا تشهد مجالس المنكرات واجتنب بيئة المعاصي ومن حام حول الحمى أوشك أن يقع فيها
وفي النهاية .. استعن بالله وبرفقة صالحة ... ولا تعجز
إلى المرسى
وصلنا لنهاية نسماتنا .. وكما رسوت على آخر الصفحة فالأمل أن ترسو في الآخرة على شواطىء الجنات وهناك
راحة بعد تعب وهناء بعد شقاء وأمن بعد خوف وطمأنينة بعد قلق
سكن لذيذ ومستقر مريح بعد طول سفر
لقاء الأحبة بعد الفراق وطول العناق مع الاشتياق
فرح بالوصول وابتهاج بإدراك الغاية وتلذذ بنيل المنى
ترى ماذا غرست فيك ؟ هل أثارت فيك الشوق للعمل أم لازلت كسلانا ؟ هل شقت سفينة نفسك بحر خمولك أم إنك لم ترفع شراعها من الأساس ؟
لا تكسر قلبي بغفلتك واعراضك بل أطرب أذني بترانيم ذكرك وأبكني فرحا بدموع توبتك
في النهاية ... أريد أن أبشرك بأن قراءة سير الصالحين تعدي أو تحرك الغيرة أو على الأقل تعلق القلب بأوصافهم تمهيدا لأن تحشر معهم
أخيرا .. أردت أن أقول لك
دوام الحال من المحال .. فإذا هدأت ريح الإيمان يوما ففترت همتك ووهن عزمك .. فلا تبتئس فهي سنة الحياة .. وستنبعث بإذن الله من جديد لتوصلك إلى الجنة المتلهفة على لقياك ... والملائكة الحافين حول قصرك يهنئونك ... فيا بشراك لتسمع أحلى صوت وأعذب كلمات
" سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "
بإذن الله قريبا .. الموضوع كاملا مثبت في قطوف دانية بتنسيق واحد وتعديلات بسيطة للأفضل وترقيم اكثر مع بعض الألوان في الخطوط .. المهم حيبقى كامل وتنسيق احسن ان شاء الله حتى يمكن حفظه في صفحة واحدة على المنتدى وعلى جهازك في البيت – تسيفه يعني – وينفع تدّيه لحد من صحابك أو تبعت له لينك الموضوع
انتظروا ... موضوع جديد ... ومعاني روحية سامية ... وتغيير لمعنى عبادة يومية حتحس بفرق كبييير لما تعملها بعد المعاني اللي ان شاء الله نضيفها في موضوعنا الجديد (.............؟؟؟!!!)
أخيرا .... الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات